أطلقت وزارة الصحة مؤخرا طلب عروض من أجل شراء كمية مهمة من الأدوية موجهة لمختلف المراكز الاستشفائية بالمغرب، إذ يشمل طلب العروض هذا لائحة مشكلة من حوالي عشرين دواء، منها ما هو مرتبط بعلاج مرض التهاب الكبد الفيروسي "س" (Hépatite C).
إلى هنا يبدو الأمر عاديا، إلا أن مهندسي طلب العروض المذكور داخل وزارة الصحة، وضعوا، حسب ما أورد موقع "ميديا 24"، بندا يفرض الاقتصار على المختبرات الطبية الراغبة في المنافسة للفوز بهذه الصفقة، التي تتوفر على رخصة تسويق منتوجاتها بالمغرب.
هذا الإكراه وإن كان من الناحية القانونية سليما، إلا أن الدولة حدت من عدد المرضى الذين يمكن أن يلجوا إلى أدوية قد تكون بأثمان في غير متناول العديد منهم، لأنه في هذه الحالة توجد أدوية مصنعة بالمغرب أغلى من نظيرتها المستوردة من الخارج.
في هذا الصدد أورد موقع "ميديا 24"، بأنه بالنسبة لمرض التهاب الكبد الفيروسي "س"، سيحصر الشرط الموضوع من طرف وزارة الصحة التنافس على الأدوية المتعلقة بهذا المرض في مختبرين اثنين لا غير، وهما "pharma 5" و"Galencia"، الذين يبقيان المختبران الوحيدان المنتجان للدواءين الجنيسين "Sofosbuvir" و"Daclatasvir"، وإلى جانبهما يوجد أيضا مختبر أجنبي حاصل على رخصة التسويق بالمغرب.
وعبرت عدد من فعاليات المجتمع المدني لموقع "ميديا 24"، عن دهشتها لهذا الشرط الموضوع، سيما إذا ما علمنا بأنه سيكون على المريض المغربي المصاب بداء التهاب الكبد الفيروس "س"، إنفاق ما يعادل 13500 درهم خلال 12 أسبوعا، في وقت يصرف فيه المريض التونسي تكاليف أقل بثلاث مرات بالمقارنة مع المريض المغربي، كما أن المريض المصري يصرف أقل تسع مرات من نظيره المغربي، بخصوص الأدوية المتعلقة بهذا الداء الفتاك، الذي تشير الإحصائيات إلى أنه يصيب ما بين 500 إلى 600 ألف مغربي.