الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله إلى كل من يعانى التشاؤم والنظرة السوداء للمستقبل فهذه الوساوس، وتلك الهواجس، إنما يلقيها الشيطان في قلوبنا ليحول بيننا وبين ما فيه مصلحه فعلينا أن ندافعها، ونطردها عنا بكل ممكن.
ومما يعيننا على طردها، ومدافعتها: هو استحضار منّة الله علينا، والتفكر في نعمه العظيمة التي تغمرنا؛ وعلينا بحسن الظن بالله تعالى؛ فإن الله تعالى عند ظن عبده به
فنستسلم لحكمه، ونفوض له أمرنا، ونرض بقضائه وقدره، ونخلص له، وتتوكل عليه وحده، علمًا أنه أعلم بمصلحتنا من أى شخص ، وأن اختياره لنا، خير من اختيارنا لأنفسنا، وتدبيره لنا، خير من تدبيرنا لأنفسنا.
وإذا استحضرت هذا المعنى، وفوّضنا أمرنا لله تمام التفويض، وتلقى بالأفكار السيئة في قلوبنا ، ونجتهد في الدعاء بأن يصرف الله عنك هذه الأفكار، ويقبل بقلبك عليه، ويملأه بتوحيده، والثقة به، والتفويض له سبحانه والله اعلم.