وفق احصائيات منظمة الصحة العالمية ، يعاني من انفصام الشخصية حوالي 0.77 بالمائة من سكان الأرض ، وان سبب 80 بالمائة منها يعود لعوامل وراثية ، ولكن لم تكن الجينات المسؤولة عن ذلك معروفة ومحددة، لذلك منذ سنوات طويلة يحاول العلماء تحديد الجينات التي تسبب المرض.
يقول رئيس الفريق العلمي، ايغور زفير ، بعد هذه السنين تمكن الخبراء من فهم كيفية تعاون الجينات المسببة للمرض، حيث تبين انها تعمل بعضها مع البعض الآخر بصورة منظمة في جسم الشخص السليم، وعند اختلال هذا النظام في عملها تظهر اعراض انفصام الشخصية بأشكال مختلفة، عددها 8 أشكال.
درس العلماء الاختلافات الجينية لأكثر من 4000 شخص مصاب بالمرض من الولايات المتحدة وأوروبا واكتشفوا، لدى الذين سيصبحون حتما من زبائن اطباء الامراض النفسية، تغيرات مختلفة في الشبكات الجينية. وبفضل هذه الشبكات الجينية، وليس جينات احادية، تظهر اعراض مختلفة للمرض.
يشير علماء جامعة غرناطة الاسبانية ان هذه الجينات لا تعمل لوحدها ، ليست معزولة بعضها عن بعض، بل تعمل بصورة مشتركة مثل فرقة اوركسترا ، وأي خلل في نظام عملها يمكن ان يؤدي الى مختلف اشكال انفصام الشخصية.
كثيراً ما نسمع بالفصام ، وفي اليوم العالمي لانفصام الشخصية سنعرض عليكم المعلومات الكافية والوافية عن هذا المرض وكيفية تشخيصه وعلاجه.
ما هو انفصام الشخصية؟
انفصام الشخصية هو اضطراب عقلي شديد ومزمن، يؤثر على سلوك وتفكير المصاب وادراكه، ويصاحبه في العادة حصول أعراض ذهانية مثل سماع الأصوات أو التوهم. ويعد مرض الفصام أو انفصام الشخصية من الأمراض العقلية المنتشرة نسبياً، اذ تقدر احصائيات منظمة الصحة العالمية وجود أكثر من 21 مليون مصاب به حول العالم.
أبرز العوامل المؤدية الى مرض انفصام الشخصية
- الوراثة: يزداد خطر الاصابة بالمرض في الاشخاص الذين سبق وأن عانى أحد أفراد عائلتهم من الفصام.
- صحة الأم أثناء الحمل: قد يؤدي تعرض الجنين للعدوى بالفيروسات أو تعرضه لمواد خطرة أو سوء التغذية أثناء فترة الحمل إلى زيادة خطر اصابته بالمرض مستقبلاً.
- عمر الأب: قد يزداد خطر اصابة الابن بالانفصام بازدياد عمر الاب.
- مشاكل في جهاز المناعة: تسبب الالتهابات المختلفة والاضطرابات المناعية زيادة في نشاط الجهاز المناعي، الأمر الذي قد يرفع من خطر الاصابة بالانفصام.
- الأدوية والمواد الكيميائية: تناول الادوية المؤثرة على النفسية مثل العقاقير المهدئة وعلاجات الاكتئاب أو المخدرات خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- الأدوية والمواد الكيميائية: تناول الادوية المؤثرة على النفسية مثل العقاقير المهدئة وعلاجات الاكتئاب أو المخدرات خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة.
ما هي أعراض الانفصام؟
عادة ما تبدأ أعراض الانفصام بالظهور في فترة العشرينات، وتتفاوت وتختلف بين المرضى، ومن أشهرها:-
- الوهام: وهي عبارة عن اعتقادات أو تصورات منافية للمنطق أو للواقع، كأن يتوهم الشخص تعرضه للأذى أو للخطر دون وجود أي سبب منطقي وراء ذلك.
- الهلوسات: وهو إدراك حسي دون وجود أي منبه خارجي، مع رسوخ الاعتقاد بوجود هذا المنبه، يمكن أن يصيب أي من الحواس الخمسة، مثل الهلوسات السمعية أي سماع أصوات غير حقيقية، أو الهلوسات البصرية كرؤية أجسام غير موجودة.
- اضطراب في التفكير: يستدل عليه من الاضطراب الملاحظ في الحديث والكلام والذي قد يكون في معظم الاحيان غير منتظم أو مترابط أو حتى مفهوم، حيث يلاحظ على المريض عدم قدرته على التواصل والتفاعل السليم مع الآخرين.
- اضطرابات في السلوك والحركة: تتفاوت هذه الاعراض في شدتها بين المرضى.
- السلبية: يلاحظ على مرضى الفصام عدم اظهار أي مشاعر، فعند الحديث قد يلاحظ على المريض تجنبه للتواصل البصري، وعدم حصول أي تغيير في ملامح أو تعابير الوجه، والتحدث دون تغيير في نبرة الكلام و غيرها.
كيفية علاج مرضى انفصام الشخصية
يمكن علاج مرضى انفصام الشخصيّة عن طريق إعطاء المريض بانفصام الشخصيّة الأدوية المضادة للذهان مثل دواء الاولانزابين. أو يعطى المريض الادوية المضادة للأكتئاب مثل دواء الباروكسيتين.
كما يمكن العلاج من خلال الإرشادات النفسية ودعم الأسرة والمحيطين بالمريض بانفصام الشخصية.